الطلاب
سارة
الجاسر
من بحر الجبيل إلى قلب الرياض، كانت سارة الجاسر تبحر في عالم الكروشيه، غير مدركة أن رحلتها الحقيقية على وشك أن تبدأ. كانت اللحظة الفاصلة عندما وقعت عيناها على صورة مؤثرة ليد امرأة مسنة، تنسج خيوط السدو بدقة وإتقان مذهل دون الحاجة لإبرة. تساءلت سارة بذهول: "كيف يمكن لهذه اليد أن تنسج كل هذا الجمال بدون أداة حياكة؟"
ذلك التساؤل كان بمثابة الشرارة التي أشعلت شغفها، وقادتها للانضمام إلى أحد برامج وِرث. انغمست سارة في تعلم أسرار السدو، واكتشفت جماله وتعقيده، وكرّست وقتها لإتقان هذا الفن الأصيل. ومع مرور الوقت، تحوّلت من مجرد متعلّمة إلى حرفيّة بارعة، فصارت واحدة من أبرز الحرفيات اللواتي يساهمن في الحفاظ على هذا الفن التلقليدي.
تجسدت براعتها في تصميم وتنفيذ قطع فنية فريدة، أبرزها تصميم الكراسي الخاصة بـ "ملتقى الميزانية" 2025، التي لاقت إعجابًا واسعًا بتفاصيلها الدقيقة وتفردها. ولم تتوقف إنجازاتها عند هذا الحد، بل وصلت إلى العالمية؛ فقد حظيت بفرصة عرض مهاراتها في معرض الحرف الدولي "أرتيجانو إن فييرا" في ميلانو بإيطاليا، عبر عرض حي لفن السدو.
اليوم، لم تعد سارة مجرد حرفية؛ بل أصبحت رمزًا للإبداع، وتحمل رسالة الحفاظ على التراث وتطويره. قصتها باتت مصدر إلهام لكل من يسعى للجمع بين الأصالة والحداثة، وتثبت أن الفضول قد يكون بداية لأعظم الإنجازات.