تخطَّ إلى المحتوى

الحرفيين

سالم
السيد

في مدينة ينبع، وُلد سالم السيد، أو "العم سالم"، وبقي فيها شاهدًا على أجيال تغيّرت وملامح بقيت. منذ صغره، لم يكن يرى في الخشب مجرد مادة، بل بداية لقصة. وحين دلّه أحد معلميه على النجار، وجد طريقه الذي كان يبحث عنه.

منذ تلك اللحظة، فتح له الخشب أبوابًا لم يتخيلها. تعلّم على يد "العم حمزة"، الذي كان أول من ناوله مطرقة ومنشارًا، وكأنما منحه شهادة لا تُكتب، بل تُمارس. ومن أول نشارة، بدأت رحلته في عالم النجارة وصناعة الآلات الموسيقية.

لم يكن العم سالم يصنع الموسيقى، بل يصنع أدواتها. القانون، العود، والسمسمية؛ آلات أخرجها من الخشب، وزرع فيها ذاكرة المكان وروح البحر. كانت السمسمية رفيقة البحارة، تُهوّن عليهم الغربة، وتُحيي ليلهم البعيد بصوت مألوف.

ولهذا، لا يزال سالم يواصل حرفته؛ لا ليصنع آلات فقط، بل ليبقي التراث حيًا، بنغمة تسمع، وشكل يرى، ورسالة تُورّث.

نستقبل اقتراحاتك

لتقديم مقترحاتك أو ملاحظاتك حول هذه الصفحة أو تجربتك العامة للموقع، أكمِل النموذج التالي.

شاركنا رأيك للمساهمة في تطويرنا