الحرفيين
عبدالله
السعيد
منذ أن كان صغيرًا، والطين يرافق عبدالله السعيد في كل خطواته. لم يكن مجرد مادة بناء، بل عالم كامل يفرّغ فيه طاقته، يعبّر من خلاله عن ذاته، ويشعر معه بالراحة حتى في رائحته. يقول عبدالله: "إذا سمعت أحد يقول طين، أحسه يناديني أنا… من قوة عشقي له."
بدأ رحلته في هذا الفن وهو في السابعة عشرة من عمره، على يد الحرفي الأستاذ إبراهيم الحمدان. ومنذ تلك اللحظة، لم يبتعد عنه، حتى صار أستاذًا في فن البناء بالطين، وشارك في أعمال بارزة مثل مسجد الفخري، ومسجد الجوز، والمسوكف.
لم يكن البناء مجرد عمل جسدي، بل طقس اجتماعي وثقافي، تحيط به الأهازيج التي يرددها الحرفيون لتحفيز بعضهم البعض، مثلما يتغنّى عبدالله:
"لبنة، طينة، لبنة، طينة، طينة، لبنة، همة، همة."
اليوم، يُعد عبدالله من الأصوات الأصيلة في هذا الفن، لا لأنه يتقنه فقط، بل لأنه يحبه حبًّا صادقًا، ويمنحه كل ما لديه من شغف وطاقة. قصته تذكير بأن بعض المهن ليست مجرد مهارات، بل نداء داخلي لا يُمكن تجاهله.