فنوننا التقليديّة: وِرثٌ أصيل وبيئة مستدامة

-
05 يونيو 2024

من خيرات الطبيعة، نستمد الإلهام

نحفظ موروثها البيئي والثقافي والفني

نُحيي ونعيد الاستفادة من مصادرها

ونحتفي بوِرثٍ مستدام من عُمق جذورنا

 

البيئة من حولنا غنية بالمواد الطبيعية العضوية، وينعكس هذا التنوع على سهولة ووفرة المواد الخام التي استخدموها أجدادنا من قبلنا، حيث يعد استخدام الموارد الطبيعية بدلاً من المواد البلاستيكية الضارة، خطوة من خطوات المحافظة على البيئة، فالطين والخوص على سبيل المثال مواد طبيعية مستدامة يمكن استخدامها بأشكال متعددة، حيث استغل الإنسان هذه الموارد في سبيل تسهيل المعيشة وتلبية الاحتياجات اليومية، وتدخل في العديد من الصناعات والفنون التقليديّة. 

 

تشتهر بعض المناطق بكنوزها الطبيعية التي تساهم في رفع مستوى الإنتاج المحلي بشكل عام؛ مما ينعكس إيجابًا على الفنون التقليديّة الموجودة فيها، كما تدخل النخيل والأشجار وجذوعها في صناعة المنتجات الخشبية والسلال وبعض القبعات، وكذلك تُعد البيئة الصحراوية والجبلية بيئات غنية بالموارد المختلفة والمتاحة بكثرة، كالرمال والحجر والطين، التي تدخل في صناعة الكثير من الفخاريات والخزفيات والمباني المختلفة، لتشكِّل وِرثًا وحضارة.

أما البيئات الزراعية والمزارع والحيوانات المختلفة، فتُعد مصدرًا غنيًا للألياف الطبيعية، كالوبر والصوف الذي يدخل في العديد من الحرف والفنون التقليديّة، حيث يُستخدم في صناعة الغزل والنسيج لإنتاج الأقمشة التي تُصنع منها السجاجيد والملابس.

 

فن الخوص التقليدي

النخيل في المملكة رمز للكرم والأصالة السعودية، من ثماره جنى المزارع رزقه، ومن سعفه نسج الفنان فنه، فألياف الخوص مادة يسهل التحكم بها وتشكيلها، فتدخل في مجال النسيج والغزل والحياكة.

ويعد الخوص من أهم الحرف التقليدية المعتمدة على تكيّف أهالي المناطق الزراعية مع بيئتهم والخامات الطبيعية فيها، وهي حرفة تصنع من سعف النخيل، حيث يتم تقطيعه وتليينه وتلوينه ونسجه لصنع منتجات نفعية وجمالية.

 

فن الفخار التقليدي

يعود استخدام الفخار في المملكة العربية السعودية إلى مئات السنين، حيث يكاد لا يخلو أي منزل منه، بخصائصه الطبيعية والمتجددة، وسهولة صنعه، ويُعد الفخار صديقًا للبيئة لسهولة إعادة تدويره عدة مرات، تُعتبر صناعة الفخار واحدة من أهم صناعات المجتمعات الحضرية والبدوية في المملكة، فهو مزيج من تراب غني بالأملاح المعدنية مع الماء يتم تشكيله يدويًا بعد عجنه، وتقطيعه ليتم تجفيفه، أو حرقه، أو صقله.

 

فن استخلاص الألوان الطبيعية 

يتم استخراج الأصباغ من مصادر طبيعية كالنباتات والحشرات والأحجار  ويُستفاد منها في العديد من الأعمال الحرفية والفنية، ليتم زخرفة واجهات المنازل الداخلية والخارجية بأنماط هندسية ونقوش محفورة تزدان بألوان متعددة، لتزيّن أبواب ونوافذ وحتى أسقف المنازل، مما يمنح المسكن تقنية بناء تقليدي أصيل.

مصادر الألوان الطبيعية

اللون البني: الفطر البري أو التربة

اللون الأصفر: الرمان والكركم

اللون الأخضر: البرسيم

اللون الأسود: الفحم أو سواد القدور

اللون الأحمر: حشرة القرمز أو التربة أو حجر المشقة

اللون الأزرق: النيلة

 

فن البناء التقليدي بالطين

من الطين، أبدع الحرفيين في بناء كنوز عمرانية تمتد جذورها لمئات السنين، لتعبّر عن تكيّفهم مع البيئة المحيطة، حيث يعتبر فن البناء التقليدي بالطين من أشهر الحرف في عدد من مناطق المملكة وخاصة في المنطقة الوسطى، ويعتبر أحد أقدم الفنون التقليديّة لتوفر مواد البناء من الطبيعة، ويساهم في توفير الطاقة وتخزين الحرارة شتاءً والبرودة صيفًا، تعد تقنيات البناء بالطين من روائع التراث والابتكار والفن المستدام.

 

دور المعهد في حماية البيئة

يركّز المعهد الملكي للفنون التقليديّة على توعية الأفراد وتطوير مهاراتهم، للحفاظ على الهوية الأصلية للفنون والمواد الخام الطبيعية المستخدمة لصناعتها منذ مئات السنين؛ حيث يقدم خدمات وبرامج مختلفة في العديد من المجالات التي تخدم هذا التوجه، كالبرامج الأكاديمية مثل برنامج فنون البناء التقليدي، وبرنامج مسرّعات الأعمال الذي يساهم في إنتاج قطع مستدامة وصديقة للبيئة وعبر ورش العمل التفاعلية للزوار، والعروض الحية للحرف التي تحافظ على استدامة البيئة.

 

 

مشاركة

آخر المدونات